Friday, April 27, 2012

تونس تــ9ــرا .. في الكار الصفراء..

و خير جليس في الزمان كتابُ!
ردّدتها في حماس مرزوقيّ متفائل و انا اتأبط كتابي إلى خارج المنزل.. اليوم سنعلن عن وجودنا نحن اصحاب هذه العادة السرية المخجلة .. سنمارس اليوم شعيرتنا على الملأ بعدما اضطهدنا سنينا و سنين.. وداعا لاعوام المهانة و التهكم.. وداعا لايام الرعب و القراءة ليلا تحت اللحاف..  و اخفاء ما ملكت يميني من كتب عن الرفاق . اليوم سأعلنها و ليذهب الكافرون به إلى الجحيم...

أي موقف ذاك الذي وقفته أمام أبويّ و أنا اصارحهم بالحقيقة!
"أنا قارئ"
"ما أنت بقارئ!"
"أنا قارئ"
"ما أنت بقارئ! لم نر منك كتابا و لا صحيفة، و كنت دوما مطيعا لا تعرف غير كتب الدراسة"
و حينما رأوا "عودة الروح" بين يدي.. ذهبت الروح عن وجوههم .. و ضرب أبي بكفيه في أسى و مضى مكرّرا "ضاع ابنك يا امرأة.."

كنت قد قررت أن أمارس شعيرة طالما حلمت بها : أن أقرأ في الحافلة.أجل، تماما كما يفعل الناس في أوروبا واليابان! وما يضيرني أن أفعل ذلك؟ هي ذي الحافلة قادمة، وهو ذا كتابي في يدي. على بركة الله!
كنت أتخيّر في مخيّلتي أيَّ مقعد سأتخذه في الحافلة. وراء السائق، حيث يصطف كبار السن، عند نافذة مفتوحة، حتّى أنعم بشمس الفكر وشمس البلاد، أو في مقعد خلفي معزول عن الآخرين... الآخرين! الآخرون طرقوا باب مخيلتي في عنف و خلعوه، و اقتحموا الحافلة وأفكاري بنفس الحماس! "بالشوية! بالشوية!" كان من يصيح بها هو نفسه يدفع امرأة من أمامه و يعصرني على باب الحافلة بمنتهى الاتقان و التفاني! بينما امرأة أخرى تصرخ بما أتاها الله من دعوات صباحية مباركة أغدقتها على الجميع... ربّاه! هل أنا في الحافلة؟ كيف حدث هذا؟ أي سرّ بديع وراء هذا الالتحام البشري المهيب الذي يدخل به الناس الى الحافلة؟! هكذا من دون أن تحرك قدميك، تتلاقفك الأجساد بفعل الحبّ والعناق والقصور الذاتي إلى داخل الحافلة، فتجد نفسك في المكان الذي يجب أن تجلس فيه... أعني تقف فيه.

لم يكن المكان مختلفا جدا عن ما رسم بمخيلتي. صحيح أنني لا أرى الشمس، ولكن الحرارة متوفرة بكثافة. وصحيح أنني بعيد عن السائق ولكن صراخه يبلغ مسمعي. كما أنّني وإن لم أكن بمعزل عن الناس، فوضعيتي وسط كومة الأجساد ما كانت لتسمح بالاهتمام بهم... لا بأس، لن يفلّ عزمي، وسأقرأ هنا! أين يدي اليمنى؟ اه الكتاب في يدي اليسرى، رفعت الكتاب الى أقصى ما تسمح به المساحة، لم أرَ الغلاف، من الواضح أنه لم يرافقني في غمرة الدخول الثوري. لا بأس، لا تهم القشور، لأقرأ، لأقرأ، لأثبت لهؤلاء أن خير جليس (حتى وقوفا) في الزمان كتاب! أنه يمكننا أن نعيش كالألمان و السويديين و البريطانيين، وأننا لا نفوقهم تحضرا لو قررنا ذلك!
لم أكن محتاجا للاعتماد على عمود ما لاجد توازني، فكومة الأجساد لا تسمح بالسقوووووووووووووووووووط.. "بالشوية!" صرخ بها أحدهم و قد وجدت نفسي ملقيّأ عليه... إنه منعرج أحب السائق أن يمتعنا به. اِعتذرت وأخفيتُ الكتاب عن ناظريه. كنتُ أبحث مرّة أخرى عن العمود الذي حدّثونا عنه في الأساطير، حينما عرجت الحافلة يسارا وفي هذه المرة، كانت امرأة بين ذراعيّ... نظرت إليّ في استنكار وخيّل إليّ أن الكارثة ستحدث، لكنّها أشاحت بعينيها في استسلام لقدرها البائس وحاولت أن تجد لها مكانا بعيدا عن المتحرّشين أمثالي. أردتُ أن أخبرها أنها هي من ارتمت عليّ وليس العكس، أردتُ أن أخبرها أنّ آخر ما أرغبُ فيه هو التحرّش بوحش لوخ نس في ظروف كهذه، لكنني أعرف "شهامة" الرجل التونسي. لو أعجبتْ أحدَهم هنا، فلن يترك لي فرصة شرح ما حدث، وسيبدي لها من البطولات ما يحرّر القدس... سأقرأ، سأقرأ! 

"خويا تونس؟"
كان هذا مراقب التذاكر! كيف وصل إلى مكاني؟ ربُّك الجبار أعلم! هو الشخص الوحيد الذي يرى الحافلة بشكل كنيسة، المؤمنون الفرحون يمينا يسارا والبساط الأحمر بينهما يخطو عليه ويسأل الناس في تودد و حنان... "تي نكلم فيك! ما تسمعش؟!"
"اه سامحني، تونس تونس!"
لكن المشكلة بالنسبة لي، كانت البحث عن طريقة أخرج بها المال من جيبي... أين أنت يا توم كروز! كيف تفعل مثل هذه المستحيلات؟! أين جيبي؟ أين جيبي؟ "تي هيا!" هاهو الجيب! ولكنّ أحدهم صرخ بصاحبه المستند إلى كتفي : "صاحبي، باش ينشلك!" اِستدار الرجل إليّ مذعورا وهمّ بالمسك بقميصي حينما صرخ المراقب "تي جيبُه هو موش جيبك! دور أخطانا مالمشاكل!"
"وين تعرف على البلاء؟ قداش مقرين؟"

نجوت من مشكلة جديــــــــــــــــــــــــــــــــــ... عفوا ... ــدة.. توقفت الحافلة، و بدأ صراع الطّلوع و الهبوط، تماما كما في كرة القدم التونسية، كلُّ السبل متاحة حينما يفتح الجحيم أبوابه، و مع الغبار المتصاعد، خلتُ أنّ هناك من ألقى بالشماريخ بالفعل! لكنني سأقرأ! دفعني أحدهم وسط محاولاته البائسة بلوغ الباب قبل أن يغلق، و رمقني آخرُ بنظرة فيها صبر كثير وتجلّد وقد وطأتُ قدمه، و لكنّني سأقرأ... وعاد المراقب إليّ وهو يصرخ " باش تخلص توة و الا نهبطك؟" أنزل قبل أن أقرأ في الحافلة؟ هذا محال! مرة أخرى تمتدّ إلى جيبي وعيناي ترقبان لألّا أخطئ الجيب فتحدث الكارثة. قدّمت له ما تيسر من المال، فأعاد إليّ ما تعسّر على جيبي من العملات: رجّة أخرى، وفتًى يرتطم بيدي فتنتثر العملات ضاحكة برنّتها الساخرة على قاعة الحافلة... و تذكّرت عنوان الفليم الشهير "Catch me if you can."  
لا أقدر طبعا، و قلت، ربما في المحطات القادمة ستخف الوطأة، ويمكنني التقاط العملات... ناولني المرقب تذكرتي، فحاولت أن أضعها بين صفحات الكتاب، وأقرا... كان الكتاب قد استحال إلى كومة أوراق بائسة، و اكتساه العرق من كل عابر سبيل التصق به، لا يهم، إني لقارئه!
 

"يا ولدي مشني مخلص، بالسيف؟ ثورة قامت والكيران ما حبتش تتصلح؟ الى متى؟!"
"مالي و مال الثورة يا ولدي؟ برة اعتصم هاوكة الوزارة قدامك، تدخل لكار أنا فيها، تخلص يا ولدي."
"مشني مخلص، هاو حومة موشنا مخلصين، باهي؟"
"يا حمادي دور للمركز دور!"


وتعالى صراخ الناس مطالبة بالتجاوز، لكن من الواضح أن الأمر لن يمر بسلام! وتدخل بعضهم يحاول الحسم، بل إنّ أحدهم اقترح أن يدفع من جيبه فقط كي تستمر الحافلة في طريقها لأنه تأخر كثيرا عن العمل. لكن بدا أنّ الخصمين رجلا مبادئ، ولن يحيد أحدهما عن رأيه، وارتفع الصراخ من هنا وهناك، والحافلة تعرج إلى قسم الشرطة... كنت أحب أن أقول إنّ الفوضى عمّت المكان، وإنّ الهرج والمرج صارا طاغيين، لكنّي للاسف لم ألاحظ تغييرا فالفوضى حاصلة والهرج والمرج هما طبيعة الأشياء هنا...

"أيا اهبط!" 

إذا ما أنا بقارئ فعلا! تماما كما قال لي والداي... ما أنا بقارئ والفوضى تعمّ الثورة، ما أنا بقارئ والحافلة الصفراء تحاول جاهدة الانتحار يسارا أو يمينا، ما أنا بقارئ مادام بعضنا يركب هذه الحافلة و يرفض مدها بمال الوقود، ومادامت هي تأخذ منا أكثر مما تقدم لنا... في هذه الحافلة تُفتك المقاعد، و يتحرش الرجال بالنساء والنساء بالرجال، ويشتمك من دفعك، ويسحب الناس بعضهم بعضا سحبا إلى اليمين، ثم يدفعونهم دفعا إلى اليسار... في هذه الحافلة الركوب للاقوى، والنزول لمن يحسن المراوغة، والمال للنشال والمراقب، والمصير بيد السائق وحده... مادامت الحافلة صفراء معلولة، ومادامت الرحلة بهذه الفوضى، فما أنا بقارئ أبدا... وعليّ المراوغة و النزول...
 

وقبل وصول الحافلة الى المركز، اِنفتحت الأبواب لنزول بعضهم، و نزلنا. لم أجد بقية مالي، فابتسمت ساخرا "يا للمفاجأة!" و تأملت ما بقي من "عودة الروح" فصمتت في حزن، والتساؤل يكبر فيّ "متى تعود الروح؟" هنا رأيت فتاة تدخل إلى الحافلة وكتاب في يدها. ملت برأسي لأرى العنوان. وابتسمت و أنا أقرأ :"عصفور من الشرق." .. فقلت في نفسي مبتعدا : عسى ذلك يوما...



Tuesday, April 24, 2012

غزوة تونس .. 7 (حكاية صباحية، ما قبل النوم..)

----------------------------------------
 1
(لو كنت ملولا بطبعك، و لا أمل فيك فانتقل إلى القسم الثاني مباشرة.. )
----------------------------------------

ـ صابروا، صابروا فالنصر قريب!


صرخ بها أحد المعتصمين أمام مبنى التلفزة الشامخ عن ربوة المنار، فردد الناس وراءه "الله أكبر! الله أكبر!"
لم يكن واثقا من النصر و الحق يقال، فالمطالب صعبة المنال و الناس داخل المبنى أثبتوا فشلهم و عمالتهم و قلة حيلتهم لتطوير المشهد الإعلامي حتى يوافق المسار الثوري. الاخبار لا تزال كما هي، نفس الموسيقى، نفس المقدمين تقريبا، و نفس الرتابة، ضيق استوديو التصوير ينتقل إلى صدره، و يخنقه كلما شاهد أنباء الثامنة مساء، و شبكة المراسلين لا تأتي إلا بأخبار الشؤم.

ـ تونس 7 يا حقيرة! أين أنت مالجزيرة؟!

أين هي من الجزيرة؟ حيث تكتسب موسيقى بداية النشرة سحرا فريدا تعدّل عليه مواعيد الناس و لقاءاتهم! أين هم من شبكة مراسليها الضخمة التي تغطي بكل حماس نشاط الحكومة! هؤلاء اناس مخلصون يتفانون في خدمة المشاهد العربي أيا كان، كنا نتابعهم وقت بن علي فلم يبخلوا على المعارضة بمساحة للحرية، في وقت كان هؤلاء يتسابقون ككائنات المني الدقيقة لارضاء ربهم المخلوع.. 

ـ الشعب يريد، تطهير الإعلام!

لقد صرخ الشعب بهذا أيام الثورة* و سيظل يصرخ حتى يطهر الأعلام تماما من الرجس النوفمبري، و يتقهقر أبناء عبد الوهاب عبد الله ليتركوا الة القمرة أو الكاميرا لـ... 

كان تائها يبحث عن بقية لخواطره حينما نادى مناد : لقد انسحبوا ! انسحبوا!
هاج الناس و ماجوا، و اندفعوا إلى داخل الاسوار، و قد تراجع الأمن و قد بدا مستسلما فجأة.. ما الذي يحصل؟


ـ أوامر قالوا لنا خلوهم على راحتهم..
ـ و صحافة العار؟
ـ غادروا من الجهة الخلفية.
ـ الله أكبر!

و عانق الشرطيَ في حرارة على هذا الخبر الخرافيّ، و اندفع مع الناس إلى داخل المبنى و قد بدأت الأحلام تغزل القصص في اركان مخيلته.. 

ـ شوفوا لنا شكون يقل لنا شنوة نعملو.

سمعها فأسرع يجمع الناس و يخاطبهم :
ـ الواضح أنه تركوها لنا و هي الآن ملكنا، و نحن، الشعب، سنقدر ما يجب فعله لادارتها. سنقدم اعلاما يستحق أن يدفع له المواطن الضريبة. الاعلام هو مشكلة المشا..
ـ شنوة نعملو؟


كان السؤال واضحا  و لا يحتاج إلى كلام ثوري بهذا الحماس. و بدأ يستوعب أن الكلام الثوري لا يسمع إلا خارج أسوار السلطة. هنا، من الواضح أن الناس لا تسمع إلا ما تقوله الأيدي.. و لو أراد الحفاظ على سلطته و أحلامه، فعليه أن يقول شيئا أكثر عملية و وضوحا..


ـ خليل! أعلن من أستوديو الانباء أن التلفزة تحررت و انها اليوم ثورية تماما، و انها ستعود للبث حالما تتشكل هيئة وقتية للاعلام العمومي!

كان كلامه بداية جيدة، تهلل لها الجميع و قد أحسوا أن بينهم رجلا يعرف جيدا ما يجب فعله، كان هذا مهما كي يطوق الجميع إلى مجلسه فيظلوا عقدا واحدا لا ينفرط.. الآن عليه أن يصنع التاريخ!

----------------------------------------
2
(كلام ثقيل، و افكار تثير الصداع، لو كنت قليل التركيز فانتقل إلى القسم الثالث..)
----------------------------------------

بماذا نبدأ؟ باستدعاء الصحفيين الشرفاء طبعا، فهو لم يأت ليعمل صحفيا، بل يرشد الصحفيين إلى ما ينبغي فعله! هاتوا لي زهير مخلوف، و سهام بن سدرين، لقد كانا مناضلين زمن بن عليّ و يمكن التعويل عليهما، لا يصلحان للتقديم؟ هناك سمير الوافي، إنه صحفيّ متمرس، لم يدرس الصحافة؟ لتذهب الدراسة إلى الجحيم ما الذي قدمته لنا؟ كان تجمعيا؟ لكنه محايد اليوم و يقول كلمة الحق.. لا بأس به لا بأس به! لا تنسو المراسلين، نريد مغامرين من طينة خميس بوبطان، نريد أناسا يحسنون العمل على الميدان. و قال قائل : 
ـ مجالس الثورة! 
ـ أجل يمكن الاعتماد على تقاريرهم كمراسلين قارين للقناة.
ـ و يمكن أن يتكفل أدمينات صفحات الثورة بالتحرير.
ـ ها قد بدأ شلال الأفكار! دونوا ! دونوا!

ثم هرش برأسه و قد تذكر أمرا ثم قال : هناك ذلك الفتى الفذ، الذي أشعل النار على مدوني العار في القصر الرئاسي، أتذكرونه؟ ماذا لو يعيّن مقدما لبرنامج حواري؟
ـ و ماذا نترك لأمان الله اذا؟
ـ لا، أمان الله يمكننا اعتماده كمستشار صحفيّ مثلا
ـ و ماذا عن المؤهلات؟
بصق الفتى تأففا و صرخ محنقا

ـ أي مؤهلات يا رجل؟ و هل يملكها سفيان بن حميدة؟
انفجروا ضاحكين للملاحظة، بينما واصل هو أسئلته ..

خط التحرير؟ كيف يكون خط التحرير؟ يجب أن نعجل بهذا قبل أن يأتي موعد الأخبار! هل جاء الصحفيون الذين طلبناهم؟ بعضهم؟ لا بأس، حسن عمّ نتحدث في الانباء؟ لا نريد انحيازا يا سادة، نحن نريد كلمة الحق فحسب يا سادة، شيئا من العدل و ليأخذ كل حقه. لا نريد صحافة بن علي، و لا نريد صحافة كل همها هو التقريع، التوازن التوازن هو كل ما نحتاج إليه!
ـ أقترح أن نراوح بين خبر مع الحكومة و خبر ضدها.
رمق بعضهم صاحب الاقتراح العبقريّ، بينما واصل هو قطار أفكاره... يجب أن نذكر انجازات الحكومة تباعا مع المشاكل الموجودة، هذا يطمئن المواطن، و يجعله يحس أن هناك نظاما في هذه البلاد و أن رجالا يسهرون عليه فعلا..
ـ ماذا عن نشرة اليوم؟ عن اي الانجازات سنتحدث؟
هرش رأسه مرة أخرى و قال :
ـ عن التشغيل مثلا، كم عاطلا عن العمل تم تشغيله الى اليوم؟
نظر الجميع بعضهم إلى بعض في حيرة باحثين عن جواب..
ـ حسن ماذا عن المشاريع المنجزة؟ هناك مشاريع حتما..
صمت مطبق قطعه صوت ضعيف :
ـ المصفاة قيل إنها ستجهز قريبا..
ـ هممم، و ماذا عن القتلة؟ ألم تصدر أحكام بعد؟
ـ صدرت في حق بعض المخربين الذين حرقوا مراكز الشرطة..
ـ ليس سيئا، لنبحث أكثر، ماذا عن جرحى الثورة؟ ما رأيكم لو قمنا بتقرير عن الذين ارسلوا للعلاج في قطر؟
ـ جيد جدا، سيتعاون القطريون معا، و نعد تقريرا باحترافية الجزيرة!
ـ هذا ما نريده فعلا. اهتم بالأمر، و لا تنس أن تطلب منهم أن يشكروا الحكومة، لا تسمح لهم بذكر الجبالي، لا نريد الشخصنة أرجوكم، نريد كلمة الحق فحسب!
و أطرق قليلا و قال : ربما علينا البحث عن احد الجرحى الذين لم يتلقو علاجا بعد، هذا سيجعل الأمر اكثر توازنا.
ـ لا بأس عددهم يفوق الثلاث مائة، لذلك لن يمثل العثور على أحدهم مشكلة كبيرة..
ـ ماذا فعلت الحكومة أيضا؟ رموز الفساد؟ هل حوكم أحدهم؟ 

ـ كلا
ـ رجال الاعمال المتورطين؟
ـ كلا
ـ ماذا عن القناصة؟
ـ لا خبر

ـ الاموال المنهوبة؟
ـ يقولون إن الابحاث سرية
ـ عمّ سنتحدث اذا؟ لا نريد الاكتفاء بالمشاكل!
ـ يمكن متابعة النشاط الرئاسي، لا أسرار هناك!
ـ فكرة جيدة، النشاط الرئاسي هو دوما تبدأ به نشرات الأخبار عادة!
ـ اذا، النشاط الرئاسي، ثم بعض مشاكل النقل او السكن، اشياء لا نضغط بها على الحكومة، و انما من باب التذكير بأن النقائص موجودة، ثم ذلك التقرير عن جرحى قطر، بعض المشاكل بخصوص ارتفاع الاسعار و نختم بنشرة رياضية و ثقافية.. لماذا الاطالة و النيل من ضغط دم المواطن؟؟!

ـ و ماذا عن شارة البداية؟ لقد سئمت تلك الشارة النوفمبرية!
فضحك و التمعت عيناه و هو يدندن في حماس موسيقى Requiem for a dream الشهيرة!


------------------------------------------------
3
(بصراحة لا يختلف كثيرا عن الفصل السابق في ثقله، و ان لم تملك الفضول لمتابعة ما حصل، فمرّ مباشرة للفصل الاخير..)
------------------------------------------------
برامج يوم الثلاثاء ..
ـ قرآن كريم بصوت الشيخ سعود الشريم

ـ أدعية الصباح
ـ برامج معادة
ـ صباح الخير يا تونس (بعض الاغاني، طبخ، حظك اليوم، قراءة الصحف، قراءة صفحات الثورة، صور متحركة)
ـ مسلسل تاريخيّ : سقوط الأندلس
ـ تونس منتصف النهار (اخبار)

ـ نشرة جوية
ـ اعادة برامج
ـ الشريعة و الحياة
ـ مسلسل مصري : الحاج متولي
ـ النشرة الجهوية
ـ صور متحركة
ـ برنامج سياسي
ـ أخبار الثامنة
ـ النشرة الجوية
ـ برنامج حوار في العمق مسلسل باب الحارة
ـ برنامج حوار في العمق
ـ برنامج دنيا الثقافة 
ـ اعادة برامج
ـ قرآن كريم و ختم الارسال



تأمل البرنامج و امتلأت نفسه فخرا بما أنجز! لقد صارت القناة ثورية فعلا! التحول واضح و كبير بمجرد تأمل البرنامج، لقد صارت القناة ملكا للثورة أخيرا، و غدا سيسمع المواطن ما يحب، و سيرضى حتما عن المال الذي يدفعه لها، و لتذهب صحافتهم للجحيم!
و لكن الثورة لم تنته أيضا يا اعداء البلاد! فهناك ميادين لم تتطهر بعد، و القضاء حتما ساحة المعركة القادمة! ليفتح الفايسبوك و ينتظر الاشارة فحسب.. لينتظر الاشارة...


------------------------------------------------
4
(بالله عليك، ملول و فاقد للتركيز و الفضول، كيف تريد أن تقرأ شيئا؟ ماذا تفعل في هذه المدونة؟!)
------------------------------------------------

Translate