Thursday, August 27, 2015

حرر عقلك 1

اِنهض! هل تريد أن تعرف الحقيقة؟ اِتبع الأرنب الأبيض. لقد حانت لحظة الاختيار. هل تريد الحقيقة أم السعادة؟ مرحبا بك في صحراء الواقع! أنت الآن بعيد عن كِنْزَسْ يا دوروثي! هل تعتقد أنّك تتنفّس هواءً؟ حرّر عقلك! اِعرف نفسك. أنت المنتظر! أنت الموعود و المخلّص. أنت لست هنا لتقرّر، فلقد قرّرت بالفعل، أنت هنا لكي تفهم قراراتك. أنت فيروس هذا العالم، و أنا الدواء!

لكنّ العميل سميث كان مخطئا، فالفيروس ليس كائنا عضويا (organism)، و هو خطأ على قيمته، لا ينتقص من جمالية السياق/العبارة التي أدرج فيها. كذلك كان هذا العمل الخالد : عيوب هنا و هناك، ذابت في حفلة البدائع و الطرائف و صار يصعب تمييزها من جدران هذا البناء المتين الذي ملأ الدنيا و شغل الناس و لا يزال. ذلك الشيء الذي أثار إعجابهم بقدر ما أثار حيرتهم، و جعلهم يردّدون في الخفاء أكثر ممّا يردّدون في العلن : بحق الله، ماهو الماتركس؟

ضخامة البناء تجعل من الكتابة عنه أمرا شاقا و معقّدا أيضا، ليس لأننا قبالة ثلاثية سينمائية من ساعتين و ثلث لكلّ جزء من أجزائها، و لكن لأنّ العمل يرتبط بالكثير من اللغط و المفارقات و المجادلات بخصوص أغلب تفاصيله، ما يجعل جمعها و تنسيقها تشبه التحرّر من الماتركس، فهل أنت مستعد؟ أسفل قولي تجد زرّين : الزرّ الأزرق يريح بالك و أعصابك، يخرج بك من متاهة الحديث عن فيلم أكشن أمتعك لبعض الوقت و حان الوقت لتنساه. و الزرّ الأحمر، يسافر بك معي داخل المتاهة، حتى نفهم أكثر هذا الفيلم من مستويات كثيرة : القصة، السينماتوغرافيا، التأويلات، العيوب و التناقضات، لعلّ هذه المستويات تسمح لنا بالاقتراب من الحقيقة : هل الماتركس تحفة زمانه التي لا تتكرّر؟ أم إنه مجرد فيلم أكشن يحاول أن يبدو عميقا؟


No comments:

Translate